تشكل الانتخابات الدعامة الأساسية لتأسيس نظام ديمقراطي والسبيل إلى تنظيم حكومة نيابية تستند في وجودها واستمرارها إلى الإرادة الشعبية،ك...
تشكل الانتخابات الدعامة الأساسية لتأسيس نظام ديمقراطي والسبيل إلى تنظيم حكومة نيابية تستند في وجودها واستمرارها إلى الإرادة الشعبية،كما تسمح الانتخابات بإسهام الشعب في صنع القرار السياسي بصورة تتلاءم مع مقتضيات العصر والوسيلة المثلى لتحقيق التطابق المفترض بين إرادة الحكام والمحكومين وهي تمثل بدالك صياغة توفيقية بين خضوع الشعب لخدامه وسيادته عليهم.
كما أن الانتخابات في الدول تختلف في اعتمادها لنمط اقتراع معين.وإنما تتخير كل دولة نظامها الانتخابي بما يناسب ظروفها السياسية والحضارية بصفة عامة وتختلف طرق الانتخابات باختلاف الوسائل الفنية التي تتبعها الدول لفرز المرشحين وتحديد الفائزين.
ورغم أهمية هده الطرق واختلاف أثارها السياسية إلا أن نجاحها يتوقف في المقام الأول على وعي هيئة الناخبين وإلمامهم بحقائق الحياة المعاصرة.
ويشكل نمط التمثيل النسبي واحد من بين الأنماط الانتخابية الأكثر شيوعا،حيث يزهو عن غيره من ألأنماط بأكبر عدد من المؤلفات التي كرست لتحليله،وتهدف طريقة التمثيل النسبي إلى ضمان تمثيل الأحزاب بما يتفق وقوتها العددية،حيث يحصل كل حزب على عدد من المقاعد يتناسب تقريبا مع الأصوات التي حصل عليها
يؤدي التمثيل النسبي إلى كثرة الأحزاب وتعددها بفضل ما يتيحه للأحزاب الصغيرة من فرص الحصول على بعض المقاعد البرلمانية دون حاجة الاعتماد على تحالف او ائتلاف مع احزاب اخرى وهو اتجاه تحاول غالبية الدول ان تحد منه بوضع قيود قد تؤدي الى التضحية بميدأ عدالة التمثيل الدي يعد اسمى غايات التمثيل النسبي حرصا منها على تحقيق الاستقرار الوزاري وتفاديا لتفتت وانقسام الرأي العام.
المبحث ألأول:مفهوم وخصائص التمثيل النسبي
المطلب ألأول:مفهوم التمثيل النسبي
أن نظام الأغلبية هو ، دون شك الأقدم في العالم، غير أن التمثيل النسبي أن يزهو بكونه موضوعا لأكبر عدد من المؤلفات والمقالات التي كرست لتحليله. وقد تم تطبيق هذا النظام للمرة الأولى، في بلجيكيا 1889 وفي هذه الأيام يطبق في اكثر من 60 بلدا في العالم.
أن العدالة هي الميزة الأولى لهذا النظام، فعندما يتناسب عدد المقاعد التي حصلت عليها القوى السياسية مع نسبة حضورها الانتخابي يكون التمثيل عادلا. أن أيا من القوى السياسية أو أي جزء من الرأي العام، لا يستأثر، من ناحية المبدأ بالتمثيل الكامل، ولا يظل أيضا دون تمثيل .
أن التمثيل النسبي يفرض التصويت للقائمة مما يدل، غالبا، على أفكار المرشحين تتفوق في الحملات الانتخابية، بالتعارض مع شخصياتهم، بالإضافة إلى ذلك فان التصويت يجري في دورة واحدة ويتم تلافي السياسي المعروفة في الأنظمة التي تطبق الدورة الثانية.
وهناك نموذجين أساسيين في التمثيل النسبي :
النسبي الكامل : تعتبر البلاد كلها دائرة انتخابية واحدة، ويتم توزيع المقاعد للقوائم أو الأحزاب حسب حصتها ( نسبتها ) الإجمالية، كما هو معمول به في الكنيست الإسرائيلي.
المطلب الثاني:خصائص التمثيل النسبي
طريقة التمثيل النسبي تتضمن بعض التعقيدات على مستوى توزيع الأصوات ويصعب فهم النمط،حيث يتطلب ثقافة دستورية عالية خاصة فيما يتعلق ببعض النتائج التي قد تشد عن المفهوم المبسط لحرية الإرادة==== والاختيار تحسم نتيجة الانتخاب من الدور الأول،اد يكفي لفوز المرشح أن يحصل على عدد من الأصوات تزيد على عدد الأصوات التي حصل عليها منافسيه دون اشتراط أغلبية محددة،وآيا كانت نسبة الزيادة التي يتفوق بها.
ولما كانت نتيجة الانتخاب تحسم من الدور الاول فانه يطلق على النظام اصطلاح للاقتراع بالأغلبية على دور واحد،وهو النموذج المفضل في الدول الانجلوسكسونية بالنسبة للتحالف الحكومي في النمط النسبي تسهل طبيعة النظام حصول الاحزاب الصغيرة على فرص كافية للوصول الى البرلمان دون مساندة الاحزاب الاخرى،لآن اي حزب مهما صغر حجمه يمكن ان يجمع عددا من الاصوات في مختلف الدوائر تتيح له الفوز ببعض مقاعد البرلمان
المبحث الثاني:طرق التصويت بالتمثيل النسبي وتأثيراته
المطلب ألأول:طرق التصويت بالتمثيل النسبي
المطلب الثاني: النمط النسبي وتأثيرات
دهب جانب من الفقه الى أن نظام التمثيل النسبي يعتبر احد الوسائل التي تبعد الحكومة عن التطرف ويدفعها إلى الاعتدال،كما يكفل للدولة قدرا كبيرا من الاستقرار السياسي والدستوري ويحول دون تعريض البلاد للقلاقل السياسية والتغيرات الفجائية الحادة التي تحدث نتيجة تقلب الرأي العام بين حزبين أو كتلتين معارضتين.وتفسير دالك أن التمثيل النسبي ادا يكفل للأقليات تمثيلا عادلا يجعل من البرلمان تنظيما صادقا يعكس مختلف اتجاهات الرأي العام ويسهم بالتالي في خلق معارضة قوية تمارس دورها في النقد وكشف الأخطاء وتحول احتكار الاغلبية للسلطة نتيجة القوانين المسيطرة على نظام الأغلبية في الانتخابات.
وحيث أن نظام التمثيل النسبي يشكل انعكاسا لتمثل كافة الأحزاب والطيف السياسي، نستطيع أن نؤكد على بعض مزايا النظام:
- يسهل حصول أحزاب الأقلية على تمثيل في البرلمان، ويعمل آلية لبناء الثقة.
- يشجع نظام التمثيل النسبي الأحزاب الكبيرة والصغيرة على حد سواء، على وضع قوائم متنوعة إقليميا وعرقيا وجنسيا، إذ أن عليها تلبية أذواق مجال موسع من المجتمع لزيادة عدد الأصوات في جميع أنحاء البلاد. ونتيجة لذلك، هنالك حوافز اقل لتوجيه التماسات عرقية بحته.
- يعكس تمثيل حقيقي وعادل للقوى والاحزاب في البرلمان .
- يشجع على المشاركة الواسعة في الانتخابات .
- يقلل من عمليات التزوير .
ويعمل نظام التمثيل النسبي على التقليل من مشكلة الأصوات المهدورة في الإقطاعيات الإقليمية.
ولكن على الرغم من مزايا هذا النظام إلا أن هناك العديد من المنتقدين له يسردون بعض العيوب وهي :
1. أن التمثيل النسبي يهدد بإحداث اختناقات تشريعية في حكومات الائتلافيات متعددة الأحزاب.
2. عدم استقرار الائتلافيات الحكومية ويزيد من عدم الاستقرار.
3. يؤدي نظام التمثيل النسبي إلى تجزئة الأحزاب.
4. تستطيع الأحزاب الصغيرة أن تبتز الأحزاب الكبيرة لتشكيل حكومات ائتلافية حيث نجد انه في إسرائيل تعتبر الأحزاب الدينية المتطرفة ضرورة لتشكيل الحكومة، بينما عاشت إيطاليا اكثر من 50 عاما في ظل حكومات ائتلافية غير مستقرة.
بالنسبة لنظام التمثيل النسبي فمن الثابث انه يؤدي الى تفتيت الرأي العام وانشقاقه لانه يسهم في تفكك المعارضة الكبيرة ويحولها الى شيع وأحزاب صغيرة فتسعى الاحزاب الى في تصوير حجم انقساماتها والتركيز ابراز أوجه الاختلاف بينهما وبين التيارات الاخرى
-يسهم النمط النسبي في ظهور احزاب دات الطابع الاقليمي خاصة في الحالات التي يستلزم فيها قانون الانتخاب حصول الحزب على نسبة مرتفعة.فتركز الاحزاب الصغيرة جهودها في الدوائر التي ينتمي اليها قادة الحزب مركزين على العصبيات العائلية والقبلية دون نظر الى مبادئ الحزب وبرامجه.لدلك تحرص التشريعات الانتخابية لتفادي ظاهرة الاقليمية في الاحزاب ان تشترط حصول الحزب على نسبة مئوية على مستوى الاقليم أو الوطن
خاتمة
يقصد بصحة التمثيل،ان يصبح البرلمان مرأة صادقة لكافة الاتجهات السياسية المؤثرة في الدولة.ويتحقق دلك عن طريق التناسب بين المقاعد التي تشغلها الاحزاب السياسية في البرلمان وبين عدد الاصوات التي حصلت عليها في الانتخابات.ومن ثم يصبح النظام الانتخابي الدي يحقق هده المعادلة اكثر عدلا.
ويجمع غالبية الفقه على ان التمثيل النسبي يحقق في هدا المجال تفوقا ملحوظا على نظم الانتخاب بالاغلبية حيث يتفادى العيب الرئيسي الدي يشوب مبدأ الاغلبية في توزيع المقاعد وما يترتب عليه من قصر التمثيل النيابي على المرشح الدي يحقق الاغلبية المطلوبة-وحرمان بقية المرشحين من التواجد السياسي داخل البرلمان بما يناسب وقدراتهم العددية هو ما يمثل غبنا واضحا لاحزاب الاقلية واهدار لقيمتها الحقيقية
-هدا النظام الانتخابي ليس اكثر ديمقراطية بالنسبة لدولة كالمغرب لأنه لم يضع حدا نهائيا للتزوير واستعمال المال رغم المجهودات التي قامت بها وزارة الداخلية في هدا الباب.
ليست هناك تعليقات