الحكامة التشاركية: هي الطريقة التي تباشر بها السلطة، في إدارة موارد الدولة الاقتصادية منها والاجـتـماعـية بـهـدف تـحـقـيق التنمية المحلية...
الحكامة التشاركية: هي الطريقة التي تباشر بها السلطة، في إدارة موارد الدولة الاقتصادية منها والاجـتـماعـية بـهـدف تـحـقـيق التنمية المحلية في جو تسوده الشفافية والمسؤولية ودولة القانون والمشاركة و الإشراك واللامركزية والتنسيق بين كل المتدخلين. فالحكامة التشاركية الجيدة، في أي المجتمع وأي مؤسسة حكومية كانت أو غير حكومية، تبقى من أهم الضروريات لإنجاح المشاريع التنموية، إلا أن تطبيقها يتطلب سيادة جو تسوده الشفافية والمسؤولية ودولة القانون والمشاركة واللامركزية والتنسيق بين كل المتدخلين. يتضح من
خلال ما تقدم كمدخل لإعادة صياغة الأدوار والمهام والوظائف، بما يسمح باستثمار أمثل للخبرات والوسائل المشتركة والمشاريع والكفايات، لخلق فعل جديد مؤسس على تقاسم الأدوار والمسؤوليات والمهام، وتكريس قطيعة مع المقاربات التقليدية للشأن العام الذي أفرز أزمة الحكامة حيث تظهر مجموعة من الثنائيات الخاصة: (بيروقراطية/ ديمقراطية)، (مركزية/ لامركزية)، (تمركز/ لا تمركز). ويتسع مفهوم المواطنة يشمل الإنصاف المساواة، تكافؤ الفرص، الكفاءة، الشفافية، والـتـوازن بـيـن الـحـقـوق والـواجـبـات. مـمـا سـاهـم فـي بـلـورة مـفـهـوم الـمـقـاولـة الـمـواطـنـة، الإدارة المواطنة والجمعية المـواطـنـة، تـعـتـمـد الـحـكـامـة كـثـقافـة جـديـدة ومـنـهـجـيـة جـديـدة تـسـائـل الآلـيـات الـتـدبـيرية الـتـقـلـيـديـة أسـسا ومـمـارسـة وعـقـلـيـة، وفـق مـرتـكـزات أســاسـيـة:
- 1- التخطيـط: ترتكز الحكامة الجيدة على التخطيط، الأهداف والنتائج الإستراتيجية وعلى البرامج والمخططات والمشاريع لإنتاج المجال ، بدل الذوبان في تصريف اليومي والآني وتركيز العمل على الأنشطة، إلى جانب العمل على تنمية الموارد وتثمينها، ورفع مردوديتها وتطوير كفاياتها و الحرص على التوازن بين الموارد والنفقات.
- 2- التنظيـم: ينبني على تنظيم العمل وبناء الهياكل على أساس الفعالية، والمردودية والجودة والإنتاجية واعتماد مبدأ الانفتاح.
- 3- الانجـاز: يعد القرب والتشارك والإشراك، اللاتمركز واللامركزية والتواصل شروط أساسية لتأمين الانجاز الذي ينبني على الكفاءة الشفافية، الجودة والنجاعة، والحد من هدر الوسائل والإمكانات.
فتكون الحكامة الحضرية من خلال هذا دعوة صريحة وفعلية إلى ضرورة الحجر على الديمقراطية التمثيلية التي تحتكر سلطة في إنتاج المجال، وتدعو إلى ضرورة تطعيم هذا النهج اللامركزي الفاشل بجرعات وأشكال جديدة من الديمقراطية التشاركية تمكن من إشراك جميع أطر إضافة إلى الساكنة المحلية التي لها دور فعال في الإعداد الفعال للمجال الحضري، المدافع عن المجموعات الهشة اقتصاديا واجتماعيا والمطالب بضرورة صيانة الوسط الثقافي واعتباره في عمليات التهيئة.
2-المجتمع المدني:
"...المجتمع المدني هو المجال الذي يتفاعل فيه المواطن ويؤسسون بآرائهم تنظيمات مستقلة عن السـلـطة للتعبير عن المشاعر وتحقيق المصالح أو خدمة القضايا المشتركة..." ، إذن المجتمع المدني هو ناتج عن عجز الدولة في توفير كل ما يحتاج إليه السكان، الشيء الذي يدفع بهم إلى تأسيس جمعيات الأحياء؛ و هي عبارة عن يقظة المجتمع المدني و ذلك من أجل خدمة الساكنة، ثم المطالبة ببعض الحقوق التي تـتمـلص مـنـها الـدولـة كـإقـامـة الـمجـالات الخضراء و الحق في العيش في بيئة نظيفة دون أزبال، و هو يضم جمعيات الأحياء و أندية حقوقية ،اجتماعية و نقابات وغيرها . و لها دور كبير في عملية إعداد المجال الحضري، و من أهم التدخلات التي عرفها هذا المجال هو تأسيس الوداديات السكنية التي لها أدوار عديدة تتجلى في ترميم المباني الآيلة والمرافق العمومية .
هذا بالإضافة إلى تنظيم حملات للتحسيس بأهمية المجال الحضري، والحفاظ عليه في إطار الحفاظ على المجالات الخضراء المتضررة، وخدمة كدالك القضايا المشتركة.
"...لا يمكن لعملية إدماج الساكنة في إنتاج وتدبير المعمار إلا أن تقلل الهوة بين الإنسان و المجال وتجعل مستعمل المعمار عنصرا يحس بالمسؤولية في إنجاح أو إفشال كل مشروع معماري، وتدفع إلى البحث عن المحافظة عليه، على اعتبار أن المجال ملكا له إذن فهو مسؤول عن العناية به..." ، وهكذا يؤكد على دور المجتمع المدني في إنتاج المجال الحضري والمساهمة في الحفاظ عليه والعناية به ،إذا جعلنا من الساكنة جزءا من المجال ومنه واليه حيث "....يعتبر المجال الحضري مركزا للإبداعات الشعبية والمتمثلة في رموز تلخص نوع الفكر وشكل الثقافة الاجتماعية للمنتج والمستهلك..."
ونلخص ذلك في ملامح المجال المغربي خطتها التي رسمتها الخصوصيات الفردية والإبداعات الشعبية التي تلخصها أفكارا لساكنة ونوع الثقافة الاجتماعية للسكان.
الحكامة التشاركية هي الحد الفاصل بين الديمقراطية في شكليها التمثيلي والبرلماني الممركز ودعوة صريحة على ديمقراطية تشاركية مؤسسة على المساهمة والمشاركة والتوافق في صنع وتنفيد وتقييم برامج ومشاريع التنمية على أرض الواقع، وهي قناة أساسية تمكن من الاستفادة من نواتج ونتائج التنمية المستدامة.
استنتاج:
المجال يعتبر مرآة الساكنة أي من يتنج و يستغله، فهو يعكس الثقافة المحلية لان الإعداد فن و تراكم ثقافي وليس تقنيات ترسم على الأوراق كما يقوم بذلك المهندس المعماري، لاتناج مجال جيد يجب إشراك جميع الفعاليات بما فيها الساكنة في إطار حكامة تشاركية جيدة بدل من الديمقراطية التمثيلية لإعطاء مجال جيد وليس تنافر بين الإنسان و المجال. إذن يجب التركيز على الثالوث المجال- الثقافة- الزمان
ليست هناك تعليقات