الموظف العمومي بين التكليف والتحفيز لقد أثبتت مختلف البحوث و الدراسات في مجال علم الإدارة، أن فعالية هده الأخيرة لا يمكن أن تتحقق إ...
الموظف العمومي بين التكليف والتحفيز
لقد أثبتت مختلف البحوث و الدراسات في مجال علم الإدارة، أن فعالية هده الأخيرة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال فاعلية الموظف العمومي باعتباره عنصرا أسياسيا دخل الإدارة، حيث يشكل المحور الجوهري في نجاح أي إدارة، و عامل أساسي في كسب الميزة التنافسية و الحفاظ عليها في ظل التحديات التي يطرحها موضوع التنمية.
و لا شك أن هذه الأهمية التي يحتلها الموظف العمومي داخل الأجهزة الإدارية تدفع إلى البحث عن وسائل و سبل تحقيق رضاه و تلبية حاجاته الأساسية و كذا تجنب بعض المظاهر المحيطة به و التي تؤتر سلبا على أدائه الوظيفي،فالرضا الوظيفي يتحقق برضا الموظف نفسه.
لذلك، يبقى أمر خلق منظومة تحفيزية لصالح الموظف العمومي امرأ ضروريا في سبيل الرقي بالخدمة العمومية،كما أن انتقاء و تعيين الموظفين الجيدين ووضعهم في الوظائف التي تتلائم مع مواصفاتهم، عمل غير متكامل ما لم تقوم الإدارة بصيانتهم و إشباع رغباتهم ببعض الحوافز،مع ألأخد ببعض ما هو معلوم به في القطاع الخاص،حتى يقومون بتأدية مهامهم بالشكل المطلوب.
فالإسلام بدوره تطرق لموضوع التشيع على البدل والعطاء،مصداقا لقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً "(30 الكهف) حيث الأجر هنا يشمل سائر المزايا التي يمنحها الله لعباده الصالحين سواء أكانت مادية أومعنوية ،كما قال عز وجل "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان"
و إذا كان من حق الموظف العمومي الاستفادة من مختلف التحفيزات، فان هذه الأخيرة تقابلها تكاليف أو واجبات،ومنطق هذا الواجب يقوم على قاعدة أساسية مقتضاها أن ينفذ الموظف كل ما يقتضيه واجب منصبه ، وأن يبتعد عن كل ما يتعارض مع الواجب المسند إليه بمناسبة هذا المنصب.
و انطلاقا من هذا، فان التساؤل الرئيسي الذي يطرح نفسه في هذا الموضوع هو :
إلى أي حد يساهم تحفيز الموظف العمومي في تمكينه من أداء واجباته بفعالية و مهارة؟
إضافة الى مجموعة من الإشكاليات الفرعية الأخرى من قبيل :
ما هو التحفيز؟ ماهي أنواعه ؟ ما هي واجبات الموظف العمومي تجاه الإدارة و نجاه المواطن؟
من أجل الإلمام بهذا الموضوع، سوف نحاول معالجته انطلاقا من التصميم التالي:
ليست هناك تعليقات