المحور الاول : التحليل الاستراتيجي للبيئة الداخلية . المحور الثاني : التحليل الاستراتيجي للبيئة الخارجية . المحور الثالث : العوامل ...
المحور الاول : التحليل الاستراتيجي للبيئة الداخلية .
المحور الثاني : التحليل الاستراتيجي للبيئة الخارجية .
المحور
الثالث : العوامل المؤثرة على صانع القرار في عملية التحلل الاستراتيجي .
مدخل تمهيدي لتحليل بيئة الخطة الاستراتيجية اولا : مفهوم البيئة تعرف
البيئة بأنها مجموعة العوامل أو المتغيرات الداخلية والخارجية (سواء يمكن
قياسها- أم لا) والتى تقع داخل حدود الدولة الواحدة (أي البيئة الداخلية)
أو( خارج الدولة أي البيئة الخارجية)، والمؤثرة (أو التى يحتمل أن تؤثر)
على فعالية وكفاءة الاستراتيجي الدولة في الداخل والخارج، والتى تم إدراكها
بواسطة صانع القرار أو لم يتم إدراكها على أنها تمثل فرصاً أو قيوداً .
ثانيا
: مفهوم البيئة الداخلية البيئة الداخلية هي التي تستطيع الدولة التحكم
فيها والتأثير عليها وتغييرها وفق ما تحتاجه لصياغة استراتيجيتها والتي من
خلالها تتمكن القيادة الاستراتيجية من تسيير دولتها بفعالية اكبر وأدق ،
ولا يمكن للدولة صياغة استراتيجية بدون تحليل كاف وجيد لبيئتها الداخلية
وإمكانياتها، وبمعنى آخر معرفة نفسها وقدراتها ومدى قوتها أو ضعفها، وذلك
في محاولة لتسخير بيئتها الداخلية وتطويعها في أغراضها، وتتمثل عوامل
البيئة الداخلية في وظائف ونشاطات الدولة الرئيسية لأنها الأعمدة الأساسية
لأنشطتها، وتكمن أهمية تحليل هذه العوامل في تحديد مصادر القوة وتدعيمها
وتعميمها، ومصادر الضعف لتقويمها وتصحيحها . (1)
ثالثا
: مفهوم البيئة الخارجية تعرف البيئة على أنها مجموعة المتغيرات أو القيود
أو المواقف و الظروف التي هي بمنأى عن رقابة الدولة ولا تقد إن تسيطر
عليها وتعمل على ان تتماشى معها بتوظيف امكانياتها ومواردها وطاقاتها .
رابعا
: خصائص البيئة بشكل عام 1. إن كل ما يقع خارج حدود التنظيم أو داخله يدخل
فى مفهوم وإطار البيئة. 2. إن البيئة ذات عوامل ومتغيرات متعددة منها ما
يمكن قياسه ومنها ما لا يمكن قياسه. 3. إن تلك البيئة بعواملها ومتغيراتها
تؤثر على مدى تحقيق الدول لأهدافها ومستوى أداء الأنشطة المختلفة بها
وتكاليفها. 4. إن الدولة قد تدرك هذه المتغيرات البيئية أو لا تدركها، ولذا
فدور وفعالية كل دولة تختلف من لآخرى. 5. إنه يمكن النظر للبيئة من وجهة
نظر ما تمثله من قيود وما تمنحه من فرص وتسهيلات. 6.ان البيئة الاستراتيجية
هي خليط معقد من التفاعلات والتعاملات المعقدة والكثيفة والسريعة .
خامسا
: انواع البيئة بشكل عام البيئة الطبيعية : وهى تعبر عن الطبيعة بمناخها
وأحوالها ومواردها المختلفة. البيئة الاقتصادية : ويشير هذا البعد إلى
النظام الاقتصادى الذى تعمل فيه المنظمة وأيضاً الأحوال الاقتصادية العامة
وما تتصف به من معدلات تضخم ومعدلات بطالة وخصائص الاستثمار فى المجتمع
ومعدلات فائدة. البيئة التكنولوجية : ويعبر عن مستوى المعرفة والتقدم
والتجديد التكنولوجية والعلمية بالمجتمع، ودرجة تطوير المعرفة وتطبيقها .
البيئة الاجتماعية : وتعبر عن الطبقات الاجتماعية وتحركها، الأدوار
الاجتماعية، المنظمات الاجتماعية وتطوراتها. البيئة الثقافية : وتضم القيم
المميزة للمجتمع العرف والعادات والمعتقدات وقواعد السلوك الخاصة بالمجتمع
وأيضاً شعور واتجاهات العاملين تجاه منظماتهم. البيئة القانونية القانونىة :
ويضم الاعتبارات والنظم القانونية والدستورية والوحدات الحكومية المختلفة
ذات سلطة التشريع والقوانين الخاصة بالضرائب والترخيص للمنشآت والرقابة
عليها. البيئة السياسية : ويضم المناخ السياسى للمجتمع ومركزية ولامركزية
السلطة السياسية فى المجتمع. البيئة الديموغرافىة : ويعبر عن طبيعة القوى
البشرية المتاحة بالمجتمع من حيث إعدادها وتوزيعها وعمرها وجنسها وتركزها
ومستوى تحضرها. البيئة التعليمىة: ويتضمن مستوى تعليم السكان ودرجة التخصص
والتقدم فى النظام التعليمى وأيضاً معدلات المهن ومستوى التدريب للسكان.(3)
المحور الاول عملية التحليل الاستراتيجي للبيئة الداخلية تحليل البيئة
الخاصة (الداخلية) ويقصد بتلك الخطوة جمع البيانات الخاصة بالبيئة الداخلية
وتحليلها ضمن جميع الأصعدة والمجالات والمناطق. ولترتيب عملية التحليل
الداخلي تلك يفترض أن يعمد إلى جمع البيانات وفق ثلاثة أبعاد هي: أ-
التركيب المؤسسي: وهو يتضمن طبيعة النظام السياسي القائم وهيكلته وآليات
العمل ونظام عمل مؤسساته وأنظمة الاتصالات فيما بينها والتقويمات الإدارية
والجغرافية المعتمدة ونظام التوصيف الوظيفي وقواعد العمل الوظيفي والسلم
الإداري المعتمد، ونشاط المؤسسات الخاصة والعامة، والنظام العسكري والأمني
المعتمد، وآليات عمل السوق الاقتصادية الخارجية، وأبعاد المعاملات
التجارية، وماهية الحركات والأحزاب السياسية الناشطة، ووضع الأقليات
والتراكمات القومية والدينية والطائفية والعشائرية، وهيكل البناء الثقافي
للفرد والمجتمع، ومكونات الأسرة، وتفاعلات النقابات والاتحادات والجمعيات
وجميع المؤسسات في المجتمع، وكل ما له صلة وعلاقة بطبيعة التركيب المؤسسي.
ب- الثقافة: يعتبر هذا البعد ذات أهمية بالغة باعتباره متعلق بالقيم
السائدة داخل المجتمع ، والفكر الإيديولوجي الذي يتمتع به، وبالأسس
الثقافية والعقائدية المتسم بها. ج- الموارد: في هذا البعد من التحليل
الداخلي للبيئة يتم جمع البيانات المتعلقة بالموارد الأولية الحالية
والمتوقعة.وبالإضافة إلى هذه الموارد الاقتصادية فإن من المهم كذلك رصد
البيانات المتعلقة بالموارد المعرفية، وخاصة أن العالم بات ينظر إلى الدول
من خلال ثلاث زوايا هي الزاوية العسكرية والزاوية الاقتصادية والزاوية
المعرفية. والموارد المعرفية تتمثل في نسبة عدد المتعلمين الحاصلين على
شهادات الابتدائية والثانوية والجامعية إلى عدد سكان البلاد، ونسبة الفئة
العمرية الجامعية إلى مجموع السكان، ونسبة الأطباء وأطباء الأسنان
والصيادلة والمهندسين والمحامين والأساتذة الجامعيين إلى مجموع السكان،
ونسب حملة الشهادات العليا والمتحدثين باللغات الأجنبية وعدد الكليات
والجامعات والمعاهد وعدد براءات الاختراع ومقدار النتاج الفكري من كتب
وبحوث ومجلات ودراسات وصحف ، وبعد جمع البيانات المتعلقة بأبعاد البيئة
الداخلية يصار إلى مناقشتها وتحليلها لتحديد نقاط القوة والضعف. (4) تتكون
البيئة الداخلية من متغيرات (عوامل القوى والضعف) داخل الدولة نفسها وتخضع
لرقابة الإدارة العليا ، والبيئة الداخلية هي التي تستطيع الدولة التحكم
فيها والتأثير عليها وتغييرها وفق ما تحتاجه لصياغة استراتيجيتها والتي من
خلالها تتمكن الاستراتيجية من تسيير مؤسستها بفعالية اكبر وأدق.ولا يمكن
للدولة صياغة استراتيجية بدون تحليل كاف وجيد لبيئتها الداخلية وإمكانياتها
، وبمعنى آخر معرفة نفسها وقدراتا ومدى قوتا أو ضعفها، وذلك في محاولة
لتسخير بيئتها الداخلية وتطويعها في أغراضها، وتتمثل عوامل البيئة الداخلية
كما ذكرنا اعلاه من وظائف ونشاطات الدولة الرئيسية لأنها الأعمدة الأساسية
لأنشطتها، وتكمن أهمية تحليل هذه العوامل في تحديد مصادر القوة وتدعيمها
وتعميمها، ومصادر الضعف لتقويمها وتقويمها. (5) أهمية تحليل البيئة
الداخلية: تهتم الدول بتحليل قدراتها وإمكانيتها الداخلية وذلك لبيان نقاط
القوة ونقاط الضعف وعلاجها, ودراسة البيئة الداخلية أمرا لا مفر منه لأنه
يساعدنا في التعرف على بعض النقاط التالية: 1/ يساهم في تقييم القدرات
والإمكانيات المادية والبشرية حيث تتعرف الدولة على نفسها . 2/ يمكنها من
اكتشاف نقاط الضعف لديها وبالتالي تصحيحها وتقويمها بسهولة. 3/ الاستفادة
من نقاط القوة لديها والسير بها قدما من القوي إلى الأقوى للقضاء على
العوائق. 4/ معرفة نقاط القوة والضعف (التحليل الداخلي وربطهما بالتحليل
الخارجي يمكن الدولة من اغتنام أكبر عدد من الفرص. 5/ معرفة مدى كفاءة
البناء التنظيمي الخاص بالدولة . 6/ معرفة مدى قوة العلاقات بين الأفراد
وتماسك جماعات العمل والحرص على دولتهم . وعموما فإن أسباب دراسة البيئة
الداخلية وتحليلها كثيرة وقد حاولنا التركيز على بعضها بشكل عام. ا ن الهدف
النهائي للتحليل والتدقيق الداخلي هو أن تعد قائمة تحصر فيها نقاط قوتها
وضعفها فالاختيار الاستراتيجي يتطلب استثمار نقاط القوة ومعالجة نقاط
الضعف.(6) المحور الثاني عملية التحليل الاستراتيجي للبيئة الخارجية تحليل
البيئة الخارجية وتتضمن هذه الخطوة جمع البيانات عن البيئة الخارجية التي
يمكن تقسيمها حسب المعيار الجغرافي إلى : أ- التحليل الاستراتيجي للبيئة
الإقليمية: وتضم دول الجوار الجغرافي والدول القريب من الاقليم . ب-
التحليل الاستراتيجي للبيئة الدولية: وتضم بقية دول العالم، وتتباين فيها
الدول المؤثرة في حسب قربها الجغرافي والمصالح المشتركة . وتقوم هذه
العملية التحليلية بتحليل المتغيرات الخارجية الاتية : 1- البيئة السياسية:
وتضم مجمل الدول ذات العلاقات السياسية ، والأبعاد والعوامل السياسية
المؤثرة في العلاقات وأشكال التحالفات السياسية وأنماط توزيع القوى
السياسية إقليمياً ودولياً والعلاقات مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية
الأخرى. 2- البيئة الاقتصادية: وتشمل العوامل والمؤثرات الاقتصادية من
نشاطات تجارية وتعاملات الأسواق العالمية واتجاهات التجارة العالمية وحركة
رؤوس الأموال وأنماط الاستثمارات الخارجية. 3- البيئة الاجتماعية: وتجتمع
فيها العوامل الاجتماعية في الدائرتين الإقليمية والدولية من طبيعة
الإيديولوجيا الحاكمة في بلدان الجوار خاصة والعالم عامة، ومحتوى ثقافات
شعوبها وشكل التعاملات الاجتماعية القائمة بين المجتمعات في العالم، وحركات
التطور الاجتماعي ومراحل نمو المجتمع، واتجاهات الأفراد في المجتمعات
العالمية وجميع العوامل الاجتماعية الأخرى. 4- البيئة المعرفية- الثقافية:
تنطوي هذه البيئة على الأبعاد العلمية والمعرفية والثقافية في العالم
المحيط بالدولة. 5ـ - البيئة التكنولوجية: وتتضمن جمع البيانات عن مجمل
التطورات التي حصلت في العالم على الصعيد التكنولوجي من ابتكار متجدد
لأنظمة الكومبيوترات، ووسائل الاتصال والتقدم المستمر في اكتشافات وتطورات
التقنية الرقمية، وتنامي أساليب العمل في ضوء تكنولوجيا المعلومات واستكشاف
سبل نقل الثقافة وتوطينها، و الاستحداثات والاكتشافات العلمية وبقية
العوامل التكنولوجية الأخرى. وبعد استكمال جمع البيانات عن البيئات المشار
إليها (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية- المعرفية
والتكنولوجية) والمكونة للبيئة العامة (الخارجية) تتم دراسة تلك البيانات
ومناقشتها وتحليلها لإنتاج المعلومات الخاصة بتلك البيئة لتحديد الفرص
والتهديدات التي تواجه الدولة ضمن تلك البيئة . (7) وكما ذكرنا إن عملية
تحليل البيئة الخارجية تعتمد على مجموعة العوامل والمتغيرات المحيطة
والمؤثرة بشكل أو بآخر بالدولة واستراتيجياتها ، وهذه المتغيرات يصعب على
الدولة التحكم بها والتأثير عليها بحكم شموليتها ، وقدر تعلق الامر بالبيئة
الخارجية فأن نقطة تحليل البيئة الخارجية هي ترتيب سلم الاولويات
والتحالفات مع الدول الكبرى المحيطة بنا داخل البيئة الخارجية (ويقصد بها
الخصوم والحلفاء)وينبغي إن يكون هناك تقيم وتحديد من هم خصومنا واعدائنا
ومن هم حلفائنا واصدقائنا ن وبمقتظى المصلحة الوطنية ينبغي على صانع القرار
إن يبتعد عن العواطف الخاصة أي كيف يمكن إن نزيد من حلفائنا وكيف يمكن إن
نقلل من خصومنا وماذا يريدون منا وماذا نحتاج منهم وما هي قدر المساومة
التي يمكن إن ندخل بها وكيف يمكن لنا إن نكون بيئة خارجية مؤاتية على اساس
تقوية العلاقة مع الاصدقاء وتحيد الاعداء ، وايضا يحب مراعة طبيعة الهيكلية
الدولة عند القيام بعملية التحليل الاستراتيجي هل هي احادية ام ثنائية ام
تعددية وعلى الرغم من إن القطبية الاحادية هي السائدة الان، الا إن هذا
الامر ما يلبث إن يزور وبادره قد لاحت في الافق وهنا تئتي عملية التحليل
الاستراتيجي لطبيعة القوة الفاعلة في النظام الدولي العام ، كل هذه المور
وغيرها يمكن ان تحدد عن طريق تحديد الفرص السانحة والتهديدات الشاخصة التي
تصيب البيئة الخارجية ، لأن البيئة الدولية معقدة ومتداخلة وتفاعلتها مكثفة
وسريعة فأن عملية التحليل لبيئة الخطة الاستراتيجية الخارجية هي عملية
غاية في الصعوبة . ولذلك فإن عملية التحليل الاستراتيجي للبيئة الخارجية
تتضمن الخطوات الرئيسية التالية: ١-اختيار المتغيرات البيئية
الرئيسية.(الدول والمنظمات الدولية والشركات العابرة للحدود) ٢-اختيار
المصادر الرئيسية للمعلومات البيئية. ٣-التنبؤ بالمتغيرات البيئية
الرئيسية. ٤-تقييم الفرص والتهديدات المتاحة أمام الدولة.(8) اهمية تحليل
الاستراتيجي للبيئة الخارجية تمر عملية تصميم الاستراتيجية بعدة مراحل من
بينها دراسة البيئة وخصوصا البيئة الخارجية لصعوبة و تكلفة تحليلها
والتأثير والتحكم فيها، مما يحتم على المدولة استقراء البيئة الخارجية،
والاستعداد ببدائلها الإستراتيجية للمتغيرات المتوقعة، وسنحاول معرفة مدى
أهمية تحليل البيئة الخارجية بشقيها العامة والخاصة، ودورها في تصميم
الاستراتيجيات من خلال أهمية تحليل البيئة الخارجية: ونوردها فيما يلي : 1/
توفير المعلومات: وهي أهم الأهداف التي تسعى الإدارة الاستراتيجية إلى
توفيرها وذلك بتحليلها وتمحيصها وعلى ضوء هذه المعلومات تستطيع الدولة
بالتحكم في عدة أنشطة وتوجيهها حسب تلك المعلومات وعلى الدولة أن تكون
لديها أسلوب لتأكد من صحة المعلومات الواردة لأن الأخطاء غير مسموحة ابدا .
2/ صياغة الأهداف: ويقصد بذلك الأهداف التي يجب تحقيقها من قبل الدولة على
اساس تحليل البيئة الخارجية و المعطيات المتوفرة ، هذا إلى جانب دورها في
وضع الأهداف الاستراتيجية . 3/ صياغة استراتيجية مؤاتية والتي تساعد على
فهم المتغيرات البيئية الدولية في بيان طبيعة التفاعلات الدولية الحاضلة
على نطاق البيئة الخارجية . 4/ تبيان الفرص التي يمكن اقتناصها. 5/ توضح
المخاطر والمعوقات التي يجب تجنبها.(9) وتهدف عملية تحليل البيئة الخارجية
إلى تحديد الفرص opportunities والتهديدات threats التي يمكن أن تجابه
الدولة في المستقبل بدراسة بيئتها الخارجية وأن تتنبأ عما سيحصل فيها،
تحديد الأبعاد المهمة للبيئة، والتي تشمل: الاقتصاد، السكان، الوضع
السياسي، الأوضاع الاجتماعية، التقدم العلمي والتكنولوجي، الوضع الجغرافي.
الغرض النهائي من هذا التحليل هو أن تنتهي عملية تحليل البيئة بقائمة تتضمن
الفرص والتهديدات المحتملة ولكن فرصة وتهديد تقديرات عن حجمه وأهميته.
(10) المحور الثالث العوامل المؤثرة على صانع القرار في عملية التحلل
الاستراتيجي تعتبر العناصر والمتغيرات السابق إيضاحها لعملية التحليل
الاستراتيجي هي في مجملها عناصر مؤثرة أيضاً على العملية ذاتها، إنما
"الموقف القراري" أي موقف صانع القرار، الذي يتخذ بعد عملية تحليل البيئة
يخضع لعدة متغيرات من ضمنها الطبيعة الشخصية لصانع القرار الاستراتيجي ،
فإن صانع القرار يكون خاضعاً لمجموعة من المؤثرات، وبالتالي يصبح متأثراً
بها في جميع مراحل عملية تحليله لبيئة الخطة الاستراتيجية ، ومن بين
العوامل التي تؤثر في صانع القرار عند قيامه بتحليل البيئة التي تنفذ فيها
الخطة الاستراتيجية ما هي : 1/ ميوله واتجاهاته الشخصية. 2/ رؤيته لمصالح
دولته وطبيعة تقييمه لها. 3/ إدراكه للموقف الخارجي، وكذلك إدراكه لمدى ما
يتضمنه من خطورة أو تهديد. 4/ثقافة صانع القرار وطبيعة ادراكه للمحيط الذي
وله . 5/ انتماءاته المذهبية أو ميوله العقائدية. 6/التركيبة الفكرية التي
تؤثر على صانع القرار في عملية تحليله لبيئة الخطة الاستراتيجية. 7/ تقييمه
للنتائج التي يحتمل أن تقود إليها مشاريع القرارات البديلة. 8/ الظروف
الخاصة بالبيئة الداخلية. 9/ الضغوط النابعة من تقيده بارتباطات وتعهدات
سابقة. 10/ التقاليد والأعراف. 11/ الاتجاهات الشعبية في دولته. 12/
توقعاته عن السلوك الذي يحتمل أن يصدر عن الأطراف أو القوى ذوى العلاقة
بالموقف. 13/ الاعتبارات الاقتصادية والتكنولوجية.(11) ولابد من الأخذ في
الاعتبار، أن أهمية هذه العوامل والمتغيرات في علاقتها ببعضها لابد وأن
تختلف من واضع قرارات إلى واضع قرارات آخر. ففي الوقت الذي قد يخضع أحدهما
لسيطرة مجموعة محدودة من تلك العوامل، فقد يتسع مداها ليشمل مجموعة أكبر
منها مع واضع القرار الآخر. أي أن النظر إلى هذه العوامل وتأثيرها على صانع
القرار من حيث الحجم تعتبر مسألة نسبية.(12) كذلك فإن هذا التفاوت في
أهمية متغيرات المواقف السياسية على طبيعة وتكوين استعداد صانعي القرارات،
بل قد ينبع كذلك من الاختلاف في ظروف تلك المواقف نفسها. فبعض المواقف يكون
من الممكن التنبؤ بها وتوقعها مقدماً في حين قد لا يكون ذلك ممكناً بنفس
الدرجة بالنسبة لمواقف أخرى. كما أن بعض المواقف قد تكون ضاغطة بمعيار عامل
الوقت الذي يتخذ فيه القرار وهو ما قد ينتج عنه إما الحد من مقدرة جهاز
اتخاذ القرارات على تجميع كل الحقائق الضرورية والتي تشكل حجر الأساس في
عملية اتخاذ القرار، أو تعذر إجراء كافة التحليلات والتقييمات الضرورية
لمختلف عناصر الموقف . وأخيرا إن كل ما تقدم من حديث عن أهمية التحليل
الاستراتيجي يثبت وبشكل قاطع على ضرورة اخذ كل دولة على عاتقها هذه المهمة
لأن عملية التحليل الاستراتيجي تقوم برسم المعالم الحقيقية لمستقبل الدول ،
وذلك من خلال ما تقدمه هذه العملية من إحداثيات لصانع القرار الاستراتيجي
لكي يتخذ اللازم .