راهنية برنامج "مسار" للتربية والتعليم
خرج تلاميذ بعض الثانويات والاعداديات المغربية للشارع،احتجاجا على اعتماد وزارة التربية الوطنية لنظام معلوماتي جديد، اطلقت عليه اسم " مسار"،هذا الاسم ربما يكون تيمنا بالبرنامج الذي يقدمه "عتيق بن شكر" على قناة "دوزيم" والذي يستضيف فيه وجوه ادخلت البهجة والسرور على قلوب المغاربة لسنين مضت،لكن برنامج "مسار" هذا وعلى النقيض من ذلك، أجج غضب التلاميذ،الشئ الذي جعلهم يخرجون في مظاهرات حاشدة،بلغت ذروتها بمدينة طنجة.
مبررات وزارة التربية الوطنية تكمن اساسا في ترسيخ قيم الشفافية والمساواة وتكافئ الفرص بين تلاميذ مختلف المؤسسات العمومية والخاصة،بيد أن التلاميذ ينظرون لهذا البرنامج بنوع من الريبة والشك،الممزوج بمجموعة من الأخبار والمعلومات التي تفيد بأن ذلك سيكون مقدمة لإجراءات أخرى قد تطال نقطة التلميذ،وهو ما نفاه عدد من نواب التربية الوطنية بمجموع أقاليم المملكة،بل ونفاه أيضا الوزير المكلف بهذا القطاع"رشيد بلمختار"،عبر قنوات القطب العمومي.
كل هذا السجال والنقاش الدائر ما هو إلا شجرة تخفي ورائها مواضيع وأشياء أخرى حسب تقدير عدد من المتتبعين لهذا الملف،حيث أن ما يناهز 45 في المائة من التلاميذ في المغرب يتابعون دراستهم بالعالم القروي،ولا يتوفرون على ابسط شروط الحياة فما بالك بتوفرهم على تجهيزات معلوماتية وربط بالشبكة العنكبوتية للتجاوب مع ما يتطلبه برنامج مسار،وليتمكن التلاميذ وأولياء أمورهم من متابعة ما يتم ادخاله في هذا النظام المعلوماتي الجديد،الذي نقلت بشـأنه مجموعة من الأخبار والتسريبات خاصة حول تكلفته المالية وحول أولويته في الاعتماد في هذه الظرفية الخاصة، داخل المنظومة التعليمية المغربية التي تفتقد لمجموعة من الشروط الموضوعية حسب تقارير وطنية ودولية بهذا الخصوص،حيث يحتل المغرب مراتب متدني في تصنيف جودة التعليم،وتعاني فيه مجموعة من القرى النائية من العزلة والهشاشة.
-كما أن هناك اخبار وتسريبات اخرى،تفيد انه تمت علاقة بين منتجي النظام المعلوماتي المثير للجدل "مسار"،وبين مسؤولي تفويت هذه الصفقة وهو ما يجعل السؤال ملحا حول الخبايا الحقيقية لهذا البرنامج،حيث كان الوزير السابق "محمد الوفا" قد رفض اعتماد هذا البرنامج المكلف ماديا،وعلل قرار رفضه بأنه تمت أولويات أخرى يجب العمل عليها في الوقت الراهن.
كما أن هناك اسألة أخرى تلقي بظلالها على ظرفية اعتماد البرنامج في هذا التوقيت بالضبط،خاصة ان هناك مؤسسات تعليمية لا تتوفر فيها تغطية الهاتف النقال،فما ادراك بتغطية شبكة الانترنيت فكيف،حيث
-كما ان هناك اساتذة يدرسون 6 اقسام مشتركة! فكيف لهم ان ينجزوا 3 فروض في الدورة ولكل مستوى على حدى؟
هل هي مغامرة غير محسوبة العواقب من طرف وزارة التربية،أم أن الأمر يتعلق بانتقال حقيقي في طريقة تدبير ملف قطاع التربية والتعليم بعد الخطاب الملكي السامي في ذكر ثورة الملك والشعب؟
ان العالم اليوم يتجه نحو خلق برامج تعليمية جديدة،وبأفكار جديدة،لكن بامكانيات واستراتجيات جديدة،في حين ان المغرب لا زال يتخطب في مشاكل بنيوية تتطلب بذل مجهودات مضاعفة لتلافي مجموعة من المعيقات.
هل هي مغامرة غير محسوبة العواقب من طرف وزارة التربية،أم أن الأمر يتعلق بانتقال حقيقي في طريقة تدبير ملف قطاع التربية والتعليم بعد الخطاب الملكي السامي في ذكر ثورة الملك والشعب؟
ان العالم اليوم يتجه نحو خلق برامج تعليمية جديدة،وبأفكار جديدة،لكن بامكانيات واستراتجيات جديدة،في حين ان المغرب لا زال يتخطب في مشاكل بنيوية تتطلب بذل مجهودات مضاعفة لتلافي مجموعة من المعيقات.
Post a Comment