مسببات الضغط الجبائي
أهم مسببات الضغط الجبائي
الفقرة الأولى- تركيز النشاط الضريبي بالمدينة:
ان الضرائب في المغرب تاخذ اتجاه محدد اكثر من الآخر وفي المجال الجغرافي نجد نفس الجدلية ايضا حيث ان النظام الجبائي المغربي يركز اكثر على المدينة ونلاحظ في نفس الصدد ان العائدات الضريبية في المدينة هي اكثر من القرية حيث تبلغ اكثر من87 في المائة ويرجع ذلك الى ان جل الانشطة الاقتصادية والمعاملات التجارية والصناعية تتم في المدينة وهذا راجع الى ان الدولة الى حد الساعة لم تجد استراتيجية حقيقية من اجل تقوية القطاع الفلاحي وتنمية المجال القروي بشكل ينافس أو يوازي المجال الحضري .
الفقرة الثانية-تعدد الاعفاءات:
بالنسبة لتعدد الاعفاءات الضريبية في المغرب فهي تاخذ الطابع السياسي اكثر مما هو اصلاحي واجتماعي فالاعفاءات الضريبية في المغرب يكون وراءها ضغوطات سياسية واقتصادية لمجموعة من اللوبيات التي ترى من الصالح لها ان تستفيد من هذه الاعفاءات وينتج عن هذه الاعفاءات الغير الممنهجة والغير المعقلنة مجموعة من النتائج ابرزها الضغط على فئة معينة داخل الدولة لتحمل نتائج سلوكيات هذا الاعفاء فالخسارة التي تحققها الدولة نتيجة الاعفاءات لقطاعات اقتصادية مهمة لا تحتاج الى اعفاءات في الاصل تعوضها الدولة بالاقتطاع الضريبي خلال الجباية من الطبقات الكادحة مثقلة بالضرائب
ويبدو ان اللوبي الفلاحي والعقاري هم الاكثر مستفيدين من هذه الاعفاءات الضريبة التي تمس بمبدا العدالة الضريبية في المغرب.
الفقرة الثالثة-تزايد النفقات العمومية :
تعتبر ظاهرة تزايد النفقات العمومية احدى السمات التي تميز المالية العمومية بالمغرب وذلك لمواجهة اعباء الدولة المتزايدة باستمرار بحيث يؤدي تزايد النفقات العمومية وتراجع حصيلة بعض الضرائب بسبب التهرب الضريبي الى تكريس قوة الضغط الضريبي على اصناف معينة من الدخول اذ ان ارتفاع الضغط الضريبي بالمغرب لا يخدم في نهاية الامر استراتيجيىة التوازنات المالية ذلك انه يؤدي الى نتائج عكسية حيث لوحظ تراجع المردودية الاجمالية لبعض الضرائب فالضغط الجبائي يقتل الضريبة كما يقال وتطرح النسبة العالية للضغط الضريبي الوطني تساؤلات حول وجود حد اقصى للضغط الضريبي والذي ينبغي للدولة عدم تجاوزه وكذا حول امكانية تحديد المعدل الامثل للاقتطاع الضريبي.
الفقرة الرابعة-التهرب الضريبي:
بالنسبة للتهرب الضريبي فهو العمل الذي يلجا بموجبه الخاضع للضريبة الى التملص من الضريبة دون ان يخالف القانون وبذلك يبدو التهرب الضريبي منطويا على قصد التملص من "تغذية الخزينة" عبر اقدام الممول على الحيلولة دون توفر الاساس الذي ترسى عليه الضريبة كما يبدو من جهة اخرى خال من أي عرقلة او مخالفة للقانون الضريبي وهو سكول سلبي يهدف ولو بكيفية غير مباشرة الى تفويت مورد ضريبي هام على خزينة الدولة ويعتبر التهرب الضريبي من الاسباب الرئيسية لغياب العدالة الضريبية داخل أي مجتمع ومن بين المسببات الرئيسية للضغط الضريبي وعدم التوزيع العادل للاعباء العامة والمغرب ليس اسثناء من هذا الموضوع وهذا راجع الى احساس الملزم بالضعف اتجاه الدولة ماسكة وسائل الاكراه وشعوره انه لا يحصل على مقابل مما يؤديه من الضريبة وكذا ضعف المستوى الخلقي وعدم انتشار الوعي وكذا انعدام الثقة بسياسة الانفاق العام فلا شك ان لطريقة الانفاق لحصيلة الضرائب تاثيرا على نفسية ممولي التكاليف العمومية حيث اذا كانت الاموال تصرف في وجوه يستفيد منها الملزم فانه يشعر بالراحة ولاطمئنان فيدفع الضريبة عن طيب خاطر ومن الثابت ان عدم المساواة الضريبية تكون من دواعي التهرب الضريبي ذلك ان الملزم باداء الضريبة يلاحظ الحيف الاجتماعي الذي تضمنه الضرائب ويحاول التهرب من واجبه متى سنحت له الفرصة بذلك.
Post a Comment