ما هو مفهوم الدولة العميقة ؟

مفهوم الدولة العميقة
(بالتركية: derin devlet)

من المفاهيم الأكثر تداولا في  الحقل السياسي، يحاول من خلالها السياسيين توصيف المشهد السياسي والتعبير عن  حالة من الفوضى واستبداد البعض بالسطلة بعيدا عن المؤسسات.
ويقدم البعض أن مفهوم الدولة العميقة تجسدها  مجموعة من التحالفات النافذة المناهضة للديمقراطية داخل النظام السياسي القائم، وظهر هذا المفهوم لأول مرة بتركيا حينما حاولت مجموعة نافدة والتي  تتكون من عناصر رفيعة المستوى داخل أجهزة المخابرات (المحلية والأجنبية)، والقوات المسلحة التركية والأمن والقضاء والمافيا.
فكرة الدولة العميقة مشابهة لفكرة ”دولة داخل الدولة“. ولهؤلاء المعتقدين بوجودها، فالأجندا السياسية للدولة العميقة تتضمن الولاء للقومية و النقابوية، ومصالح الدولة. العنف ووسائل الضغط الأخرى قد تم توظيفهم تاريخيًا بطريقة خفية في الأغلب للتأثير على النخب السياسية والاقتصادية لضمان تحقق مصالح معينة ضمن الاطار الديمقراطي ظاهريًا لخريطة القوى السياسية.
الرئيس السابق سليمان دميرل يقول أن منظر وسلوك النخب (التي يسيطر عليها العسكر) التي تكون الدولة العميقة، وتعمل على الحفاظ على المصالح الوطنية، يشكله إيمان متجذر، يعود إلى سقوط الدولة العثمانية، بأن البلد هو دومًا ”على حافة الهاوية“.
أيديولوجية الدولة العميقة يراها اليساريون مناهضة للعامل أو وطنية متطرفة؛ ويراها الإسلاميون مناهضة للإسلام وعلمانية؛ ويراها الأكراد مناهضة للأكراد.
وكما يوضح رئيس الوزراء الأسبق بولنت أجاويد، فإن تنوع الآراء يعكس عدم اتفاق على ما يكون الدولة العميقة.
أحد التفسيرات هو أن ”الدولة العميقة“ ليست تحالفًا، بل إنها مجموع عدة مجموعات تعمل ضد بعضها البعض خلف الكواليس، كل منها يسعى لتنفيذ الأجندا الخاصة بها. وشائعات الدولة العميقة تروج في تركيا منذ فترة حكم أجاويد كرئيس وزراء في السبعينات، بعد إعلانه عن وجود فرع تركي لعملية گلاديو، ”المناهضة لحرب العصابات“.للمراقب الأجنبي، فإن الاعتقاد التركي بالدولة العميقة هو ظاهرة اجتماعية مثيرة للاهتمام، ويبدو أنها مبنية على تجميعة من الحقائق ونظريات مؤامرة. فالعديد من الأتراك، بما فيهم سياسيون منتخبون، قد صرحوا بإيمانهم بأن ”الدولة العميقة“ موجودة.

ليست هناك تعليقات