نقطة نظام....كيف نقف صفا واحدا في وجه الفساد ؟ بقلم مدير المجلة يشكل الفساد بكل أنواعه، أبعاده وتجلياته احد أكبر معضلات العصر الحا...
نقطة نظام....كيف نقف صفا واحدا في وجه الفساد ؟
بقلم مدير المجلة
يشكل الفساد بكل أنواعه، أبعاده وتجلياته احد أكبر معضلات العصر الحالي، حيث تتعالى أصوات العديد من الهيئات ومنظمات المجتمع الدولي بالدعوى الى ابتكار اليات ومقاربات ناجعة للحد من تفاقم هذه الظاهرة، خاصة وأن الفساد لا يقتصر على الدول النامية أو المتخلفة فحسب وانما حتى الدول المتقدمة تشكو من هذه الأفة الخطيرة، فكثير من المعطيات والمؤشرات تلحظ أن للفساد دور كبير في تخلف الشعوب وتأخر نهضتها، حيث أن الحديث عن أسباب ومسببات هذه الظاهرة الاجتماعية، سيقودنا الى كتابة مجلدات دون أن نصل في الأخير الى تقديم حلول عملية لوقف نزيف تبذير المال العام وترشيده بما يخدم الصالح العام، لذا سيقتصر تحليلونا على القولة السياسية الشهيرة "يجب ان نقف صفا واحدا في وجه الفساد والمفسدين !!! "، حيث تستعمل هذه العبارة أحيانا بقصد وأحيانا أخرى بدون قصد، ويراد بها أن الفاعل السياسي يعبر عن رغبته في العمل النزيه والشفاف خدمة للصالح العام وهي العبارة التي غالبا ما تلقي استهجانا وسخرية من لدن الرأي العام، خاصة وأن الكثير من السياسيين الذين يحاولون اصباغ حاضرهم السياسي بهذه العبارة، لهم ملفات وماضي سياسي فيه الكثير من يقال في ارتباطاته المتعلق بالفساد، سواء من خلال ملفات التهرب الضريبي أو ملفات أخرى ترتبط باستغلال السلطة ودعم المقربين على حساب المال العام.
يشكل الفساد بكل أنواعه، أبعاده وتجلياته احد أكبر معضلات العصر الحالي، حيث تتعالى أصوات العديد من الهيئات ومنظمات المجتمع الدولي بالدعوى الى ابتكار اليات ومقاربات ناجعة للحد من تفاقم هذه الظاهرة، خاصة وأن الفساد لا يقتصر على الدول النامية أو المتخلفة فحسب وانما حتى الدول المتقدمة تشكو من هذه الأفة الخطيرة، فكثير من المعطيات والمؤشرات تلحظ أن للفساد دور كبير في تخلف الشعوب وتأخر نهضتها، حيث أن الحديث عن أسباب ومسببات هذه الظاهرة الاجتماعية، سيقودنا الى كتابة مجلدات دون أن نصل في الأخير الى تقديم حلول عملية لوقف نزيف تبذير المال العام وترشيده بما يخدم الصالح العام، لذا سيقتصر تحليلونا على القولة السياسية الشهيرة "يجب ان نقف صفا واحدا في وجه الفساد والمفسدين !!! "، حيث تستعمل هذه العبارة أحيانا بقصد وأحيانا أخرى بدون قصد، ويراد بها أن الفاعل السياسي يعبر عن رغبته في العمل النزيه والشفاف خدمة للصالح العام وهي العبارة التي غالبا ما تلقي استهجانا وسخرية من لدن الرأي العام، خاصة وأن الكثير من السياسيين الذين يحاولون اصباغ حاضرهم السياسي بهذه العبارة، لهم ملفات وماضي سياسي فيه الكثير من يقال في ارتباطاته المتعلق بالفساد، سواء من خلال ملفات التهرب الضريبي أو ملفات أخرى ترتبط باستغلال السلطة ودعم المقربين على حساب المال العام.
كما أن مفارقة أخرى لا يمكن للرأي العام أن يستصغها، وتتجلى أساسا في عبارة
"صفا واحدا!!!"، فالمعروف ان المناخ السياسي يعرف تراشق وصراعات سياسوية
بعضها يكتسي طابعا شخصيا، حيث يصعب توحيد الأراء والأفكار داخل نفس المؤسسة
الحزبية فما بالك بتوحيد صف 38 حزب سياسي اغلبهم عبارة عن دكاكين انتخابية!!!
سيقول قائل، نحن لا نستطيع الوقوف في وجه زوجاتنا وأزواجنا صفا واحدا فما
بالكم بالوقوف في وجه اخطبوط اسمه الفساد والمفسدين، فنحن اليوم في حاجة الى تنمية
بشرية حقيقية نعالج من خلالها المفسدين أولا، لأنهم منتجوا الفساد، فلا يمكن
لظاهرة الفساد أن تكن اذا لم تكن لها بيئة وحاضنة اجتماعية، كما أن تردد السياسيين
بشكل مستمر لعبارة محاربة الفساد والمفسدين هو في الحقيقة استحمار واستبلاد ومسكن في افق السطو على المناصب
وترسيم أنفسهم وحواشهم على اكتافنا، فلا يمكن محاربة الفساد والمجلس الأعلى
للحسابات ينشر أن مسؤولين كبار منهم وزراء وبرلمانيين يتهربون من التصريح
بممتلكاتهم، فهذا التهرب عنوان واضح للفساد.
ان ما يجب علينا اليوم فعله ليس سياسة "عفى الله عما سلف" ولا تجاوز
إخفاقات وأخطاء الماضي، وانما نحن اليوم في حاجة الى ترسيخ مبدأ ربط المسؤولية
بالمحاسبة وتفعليه مهما كان حجم المسؤول ومهما ارتفع شانه، وفقا للدستور والقوانين
الجاري بها العمل، فطالما ان المواطن لا يلمس التعامل بالجدية اللازمة مع أخطاء المسؤولين
فان المواطن البسيط سيتمادى بدوره، وسيبحث لنفسه عن أسباب لارتكاب أفعال تصب في
خانة الفساد، فالفساد لا يرتبط بالضرورة بسرقة المال العام، وانما هوعبارة عن
منظومة من الاختلالات والتجاوزات التي تطال التدبير العمومي بكل اشكاله.
ليست هناك تعليقات