دراسة تعيد العمل بفضل الوساطة والمعارف الى واجهة النقاش

 دراسة تعيد العمل بفضل الوساطة والمعارف الى واجهة النقاش



تعتبر الوساطة بمفهومها العلمي المتعارف عليه من لدن الباحثين والمفكرين، واحدة من أبرز الأساليب الفعالة التي يعتمد عليها في الوصول لحلول مناسبة ترضي جميع الأطراف، سواء تعلق الامر بعملية التشغيل أو حل النزاعات أو الوصول لتفاهمات بخصوص قضايا واشكالات معقدة، لكن هذا المفهوم يجد تفسيرا وتأويلا أخرا في الثقافة الشعبية المغربية، حيث يأخذ أبعادا وتجليات سلبية في ممارستنا اليومية، بل يميل أكثر ليكون مفهوما شعبيا قدحيا منه الى آلية فعالة لحل الإشكالات، وهو ما كشفت خلاصات دراسة حول التشغيل التي انجزها مركز ابن بطوطة للحكامة والتنمية المحلية، حيث أوضحت هذه الدراسة ان الوساطة تلعب دورا حاسما في تمكين نسبة مهمة (37 في المائة) من الباحثين عن عمل لولوج سوق الشغل وأن  188 شاب وشابة من عينة تشمل 500 مبحوث حصل على فرصة شغل عبر المعارف والأصدقاء.

وحسب معطيات ذات الدراسة المنجزة من قبل المركز، فإن 134 مستجوبا أكدوا بأنهم تمكنوا من الولوج لسوق العمل عبر الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات المعروفة اختصارا ب”انابيك”. وهو الوكالة المفروض أن تعلب دور الوساطة في التشغيل بمفهومه القانوني والإداري والاقتصادي.

ويرجح مدير "مجلة العصامي للعلوم القانونية والسياسية" أن هناك العديد من الأسباب وراء استمرار الوساطة بشكلها التقليدي في مجال التشغيل، منها هاجس الثقة الذي يعتبر بالنسبة لأصحاب المقاولات معيار أساسي للتشغيل بالإضافة الى مجموعة من حوادث السرقة والاختلاس وجرائم الغدر والرشوة الى غيرها من العوامل التي تساهم بشكل او بأخر في استمرار دور الوساطة بشكلها التقليدي، دون نسيان العوامل الاجتماعية التي تشغل بدورها حيزا مهما في مجال الوساطة التقليدية.

وعموما فالوساطة سواء كانت مؤسساتية أو تقليدية، فهي آلية مهمة لدعم تشغيل الشباب وادماجهم في سوق الشغل، لا سيما في ظل الاكراهات والاشكالات المرتبطة بالتكوين وعدم ملائمة مسالك التكوين مع فرص الشغل المتوفرة في سوق الشغل.

وقد تم تقديم هذه المعطيات حول الوساطة التقليدية في سوق الشغل المغربي، خلال مائدة مستديرة نظمتها الجمعية المغربية لخريجي معاهد النسيج والألبسة، وذلك في سياق سلسلة مشروع ترافعي عنوانه العريض تشغيل الشباب من أجل التنمية، والذي يندرج ضمن برنامج “مشاركة مواطنة” المدعم من الاتحاد الأوروبي.


ليست هناك تعليقات