Header Ads

التعليم عن بعد وسؤال المساواة والانصاف بين جميع الطلبة

التعليم عن بعد وسؤال المساواة والانصاف بين جميع الطلبة



 لا شك أن استمرار انتشار فيروس كورونا في جميع انحاء العالم يطرح العديد من الأسئلة والتحديات امام مجموعة من القطاعات الحيوية والاستراتيجية من ضمنها قطاع التعليم بمختلف مستوياته وتخصصاته، حيث وجد المغرب نفسه نهاية الموسم الدراسي 2019-2020 وبداية الموسم الدراسي الحالي 2020-2021، أمام إشكالات حقيقية تتطلب العمل تقديم مقاربات جديدة واستعجالية لتجاوز الانعكاسات السلبية لانتشار الجائحة، لا سيما في ظل الغموض الذي يلف مسألة إيجاد لقاح فعال ضد الفيروس، بل أن اعداد الإصابة بالفيروس عرفت ارتفاعا ملحوظا على الرغم من اعتماد المغرب على مجموعة من التدابير الوقائية من ضمنها فرض الحجر الصحي وفرص ارتداء الكمامة والمسافة القانونية للتباعد الى غيرها من الإجراءات التي ساهمت في جانب كبير منها من تجنب كارثة صحية حقيقية، لكنها في المقابل فإنها لم تمنع استمرار الفيروس في حصد المزيد من الأرواح وخلق الرعب في نفوس الكثيرين.

كما أن العودة القوية لفايروس كورونا في عدد من الدول العالم جعلت الحكومات أمام تحدّي تأمين التعليم، ففيما اختار البعض الدراسة عن بعد لإنجاح العام الدراسي، رأى آخرون أن التعلم في المدارس مع التقيد بالإجراءات الوقائية يمكن أن يكون حلا في ظل انتشار الجائحة وهو ذاته الاختيار الذي استقر عليه المغرب، ففما يواصل تلاميذ اسلاك الابتدائي، الاعدادي والثانوي مواصلة الدراسة حضوريا، اختارت اغلب الجامعات المغربية اعتماد الدراسة عن بعد، تجنبا للمزيد من الإصابات وبالتالي تعقيد مهمة الدولة في تطويق فيروس كورونا، خصوصا وأن الكليات المغربية تعرف تواجد مئات الاف من الطلبة وأن عملية الانتقال اليومي والحضور لمدرجات الكليات ستشكل لا محالة خطورة حقيقية على حياة الكثيرين.

وعليه وامام هذه الإشكالات والتحديات التي تفرضها الجائحة، فانه بات من اللازم طرح مجموعة من الأسئلة المرتبطة أساسا بالوسائل والتقنيات المستعملة في التعليم عن بعد ومدى استيعاب الأساتذة ومعهم الطلبة لهذه التقنيات وتوفرها بالنسبة لجميع الطلبة على قدم المساواة والانصاف والنجاعة، حتى ينال كل طالب حظه الكامل في تعليم عالي في مستوى تطلعاته، حيث أن مسألة اعداد المحاضرات والقائها من طرف الأساتذة تختلف من أستاذ لأخر ومن كلية لأخرى ومن تخصص لأخر، فالكثير من الأساتذة يعتمدون على نشر محاضرتهم ضمن ملفات محررة بصيغة PDF وهذا الأمر يطرح العديد من الإشكالات، لا سيما بالنسبة للطلبة الذين كانوا يتابعون دراستهم بمرحلة الثانوية ضمن تخصصات مختلفة عن تلك التي يتابعون دراستهم فيها بمرحلة الكلية وهذا الأمر يحصل بشكل أساسي بالنسبة لطلبة شعبة الاقتصاد والتي يلجها تلاميذ علم الحياة والأرض وشعبة الفيزياء الى غيرها من التخصصات التي لا تتلاءم طبيعة المحاضرات والمواد فيها مع شعبة الاقتصاد.

ان التعليم العالي اليوم يمر من مرحلة دقيقة جدا ويتطلب تظافر جهود مختلف الفاعلين لإنجاح خيار التعليم عن بعد ويتطلب أيضا ابتكار وسائل تقنية أكثر فاعلية ومردودية بالنسبة للأساتذة والتلاميذ على حد سواء، فبدون تطوير الوسائل التقنية المستعملة ضمن العملية التقنية وتوحيدها بين مختلف الجامعات الوطنية وتستمد هذه الوسائل خصوصيتها من الواقع المغربي وأن تعمل الدولة على تمكين جميع الطلبة من الأدوات والوسائل الأساسية لتلقي تعليم ذي جودة وفي اطار المساواة والانصاف بين مختلف الجامعات المغربية، فان خيار التعليم عن بعد ستكون له العديد من الانعكاسات السلبية على المنظومة التعليمية برمتها.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.